يعتبر انتظار الحافلات أو القطارات أو المترو من الأمور
المملة، إلا أن دائرة المواصلات في لندن أرادت أن تطرد الملل عن المسافرين
الذين ينتظرون وسائل المواصلات هذه، فابتكرت طريقة مسلية ولافتة للانتباه،
حيث وضعت صوراً مجسمة بالأبعاد الثلاثية في المواقف الخاصة بهذه المواصلات،
وبينما الناس ينتظرون الحافلة أو المترو يفاجؤون بوحش غريب يخرج إليهم من
شاشة ضخمة، ولأن الصور مأخوذة من كاميرات تعمل على الأبعاد الثلاثية، فإن
الشخص يشعر بأن الوحش الغريب سيبتلعه أو يأخذه ويعود من حيث أتى، كما يمكن
مشاهدة بركان يخرج فجأة من الأرض الموجودة بها قضبان الحديد فيهرب الناس
فعلاً للنجاة بأنفسهم من الحمم البركانية التي تكاد تحرقهم. أما الأشباح
فهي سيدة الصور المجسمة بالأبعاد الثلاثية حيث يمشي الشخص ذهاباً وإياباً
في المحطة ينتظر الحافلة أو القطار أو المترو، وفجأة يلاحظ أن شخصاً ما
يراقبه ويلاحظ الآخرون ذلك، فيشعر الجميع بأن مكروهاً سيحدث، وفجأة يخرج
الشبح من الحائط على شكل حزمة من الأضواء مقترباً من المسافرين ومحاولاً
خطف أحدهم، حتى إن النساء يبدأن بالصراخ والرجال يتدافعون لحماية أنفسهم،
وقد حققت هذه التجربة نجاحاً كبيراً في إخراج المسافرين من حالة الملل أو
من أي إحباط نفسي، لأنه بعد انتهاء العرض يبدأ الجميع بالضحك من المواقف
التي وضعوا فيها، كما أن المواصلات العمومية أخذت تستقطب الآلاف من
المسافرين يومياً، ما أدى إلى خفض استخدام السيارات الخاصة، وبالتالي خفض
التلوث والحوادث، كما زاد دخل الحكومة من وراء ذلك.