لعصارة مشكلة تقض مضاجع ساكنة أكادير، طرحوها على شكل أزبال وفضلات بحاوية القمامة، ثم حملهتها الشاحنة كما ظنوا إلى حيث لا رجعة، ذهبت إلى مطرح الأزبال الجديد،الذي يشرف عليه الإسبان ذوو الخبرة الرائدة كما تم ترويجه، لكن بعد سنتين تشكلت القمامة، وتكومت لتتحول إلى أحواض ضخمة مليئة بالعصارة، فعادت روائحها غير الزكية محمولة على أكتاف الرياح لتتفقد البيوت، وتتسلل من النوافذ مثل قط مزعج أراد مالكوه التخلص منه، في كل مرة يقومون بإجلائه وسرعان ما يعود ليملئ البيت مواء.
هو مشكل الأحواض التي امتلأت بعصارة الأزبال بمطرح تاملاست شرق مدينة أكادير، أصبحت تصدر روائحها إلى الأحياء المجاورة ذات البناء الراقي بتيليلا والحي المحمدي، قضية بيئية تبقى عالقة كما تركها الوالي السابق محمد بوسعيد، بل يصفها الآخرون ب” القنبلة البيئية “، وضعية مازال المسؤولون على الشأن المحلي يفكرون في كيفية إبطال مفعولها قبل أن تنفجر”.
خطر بيئي حقيقي يتهدد مدينة الانبعاث التي تستقبل أزبال كل جماعات وبلديات أكادير الكبير، فالمطرح الجديد ” تاملاست ” تم العمل به ابتداء من سنة 2010 مع إغلاق مطرح “بيكران” القيدم المتواجد قرب المركب الرياضي الجديد، واعتبر المطرح الجيد إنجازا عظيما سيقضي على مشاكل أكادير الكبير المرتبطة بجمع النفايات، ليتحول اليوم إلى قضية. فقد قدرت مصادر بأكادير العصير العائم ب 67 ألف متر مربع مجمع داخل ثلاثة صهاريج.
مطرح تاملاست بدأ التفكير فيه مند سنة 2003 وفي سنة 2005 وقعت جماعات أكادير الكبير التسع اتفاقية، من أجل الاستفادة من مطرح بمواصفات دولية يتم إنشاؤه على تراب جماعة الدراركة، وبالفعل فالمشروع خرج إلى الوجود في سنة 2010 ، ورست الصفقة على شركة إسبانية، وساد تفاؤل كبي، عندما انتقل بمناسبة الافتتاح وفد من الصحافيين للاستماع إلى الشروحات بعين المكان.
لكن لم تمض سنتان حتى ظهرت العيوب، بعجز الشركة الملكفة بالخدمة على التخلص من العصارة الناتجة عن الأزبال، رغم أنها قامت ببعض الإجراءات كتصريفها برشها فوق الأزبال. فالأرقام تشير أن المطرح الجديد يستقبل ما يقارب 240 ألف طن سنويا تتحلل فتنتج 80 متر مكعب من العصارة بشكل يومي، أي ما يقارب 29 الف متر مكعب سنويا، تجمعت داخل ثلاثة أحواض ضخمة لم تجد الشركة، ومعها المجلس البلدي الطريقة المثلى للتخلص منها.
طارق القباج جوابا عن معضلة تدبير مطرح أكادير والخطورة الآتية منه في لقاء مع وسائل الإعلام، اعترف بكون الشركة الملكفة بتدبير النفايات لم تستطع أن تقوم بعملية طمر اللنفايات بشكل يومي، كما أنها لم تقم بما يجب من أجل التغلب على العصير، وجراء ذلك يضيف القباج، يعاني قسط من ساكنة أكادير من الثلوت خصوصا في فصل الصيف عندما تتحرك الرياح، لتنقل روائح كريهة نحو المدينة.
رئيس المجلس ذكر أنه وضع برفقة المجلس اقتراحات للخروج من الأزمة مثل نقل هذه العصارة نحو المطرح القديم الذي تشرف على تدبير مخلفات مواده العضوية شركة خاصة ، وسيتمك استعمال مواده المتبخرة لتوليد الطاقة الكهربائية.
لكن هذه الطريقة يضيف القباج، لقيت اعتراض وكالة الحوض المائي ومندوبية البيئة بدعوى أن هذه الطريقة مهددة للبيئة، وصب القباج جام غضبه على موقفها، معتبرا الاعتراض يدخل في إطار عملية لي الذراع بإيعاز من الوالي السابق، وذكر القباج بأن الوالي الجديد محمد اليزيد زلو متفهم للمشكل ويجري العمل معه بشكل أفضل من أجل التغلب على مشكل أحواض العصير المفتوح على السطح.
المصدر:موقع الأحداث المغربية