«أنا بطالي بدون عمل دون أن أتوصل بأي وثيقة رسمية تدل على قرار التوقيف، ولا يمكن أن أبقى بدون ساس ولا راس دون معرفة وضعيتي الإدارية» يقول مقدم الأخبار على قناة الأولى سابقا محمد رضا الليلي. منذ قرار توقيقه من طرف مديرة الأخبار فاطمة بارودي، لم تتوقف المعركة بينهما على مختلف الواجهات، وانتقلت من الإعلام إلى المحاكم، آخر تطور سجلته رفع محامي رضا الليلي لشكاية ضد بارودي، ومسؤول عن الأمن بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لدى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط، وموضوع الشكاية تحقير «مقرر قضائي باسم جلالة الملك»، وتعود الوقائع المسببة لتقديم الشكاية أواخر الشهر الماضي، حينما حضر المفوض القضائي رفقة رضا الليلي لإنجاز أمر بالاستجواب مع مديرة الأخبار بالأولى، وتثبيت وضعية حضوره إلى مقر القناة كل يوم، المفوض تمكن من الدخول «بطريقة قانونية -وفق رضا الليلي-، بعدما أدلى بكل الوثائق إلى حارس الأمن، وتسلم «بادجا» قبل صعوده إلى مديرة الأخبار لإنجاز مهمته وفق المساطر القانونية. وقبل أن ينهي المفوض عمله، تفاجأ بحارس الأمن يأمره بمغادرة القناة، وقال إنه لا ينفذ سوى تعليمات صادرة من فاطمة بارودي» يؤكد محمد رضا الليلي. وينفي في الوقت نفسه أن يكون أدخله للقناة بطريقة غير قانونية، مشيرا إلى أن المفوض القضائي لا يحتاج لمن يعبد له الطريق لإنجاز عمله، إذ ينتمي إلى مؤسسة قانونية، ولا يمكن بأي حال أن يخرق القانون، أثناء مباشرته لمهامه المتعلقة بتثبيت الوضعية.ثاني نقطة أثارها رضا الليلي بخصوص منع المفوض من إنجاز مهمته تهم ما اعتبره محاولة لإقحام فاطمة بارودي الرئيس المدير العام فيصل العرايشي طرفا في هذا الخلاف «هي تحاول تحويل دفة الصراع ما بيني وبينها، والقول إن المفوض القضائي جاء لاستجواب الرئيس المدير العام فيصل العرايشي وهذا أمر غير صحيح. من أصدر قرار التوقيف في حقي هي مديرة الأخبار، وطبيعي أن يكون الاستجواب موجها لها للوقوف على حقيقة وضعيتي الإدارية، أحضر بشكل يومي ولا أملك أي وثيقة رسمية هل أنا موقف أم ماذا بالضبط» يوضح رضا الليلي.
وفي سؤال حول ما إذا كانت إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة حركت ورقة إلحاقه بوزارة التربية الوطنية؟ يجيب رضا الليلي، أن الشركة الوطنية طالبت بإلحاقه بوزارة محمد الوفا منذ ثامن يوليوز الجاري. « قضيت 13 عاما من الاشتغال داخل الشركة الوطنية، وليس بيني وبين وزارة التربية إلا الخير والإحسان، ولم أحصل على هذا ا المنصب الإداري إلا بعد أحداث إكديم إيزيك عام 2011 بعد إحصاء حاملي الشهادات». لم يكن إشهار ورقة الإلحاق جديدا، بل سبق لمديرة الأخبار المطالبة بها في رسالة رفعتها إلى فيصل العرايشي «حسب الليلي دائما» طالبت فيها إما بإلحاقه بقناة العيون الجهوية، وإما إرجاعه للمؤسسة القادم منها». بيد أن سؤالا يطرح نفسه في هذا المقام ماذا كانت وضعية محمد رضا قبل هذا التاريخ. طيلة الفترة الفاصلة بين 1999 و2005 تمتع -وفق جوابه- بصفة متعاون خارجي، يشتغل مثله مثل الباقين في انتظار قرار الترسيم «بدون تعويضات ولا ضمان اجتماعي ولا كنوبس، ولا لا ميتيال. كنت أتقاضى مدة عام ونصف راتب 1500 درهم شهريا…» يضيف المقدم السابق. جاء الانتقال من الإذاعة والتلفزة المغربية إلى الشركة الوطنية قبل سبع سنوات، وظل منذ ذاك الحين، إلى الآن ينتظر رفقة آخرين قرار الترسيم، انفجار أحداث مخيم إكديم إيزيك كان سببا في نيله منصبا ماليا بوزارة التربية الوطنية لم يلتحق بها قط، «وأوجدت الشركة الوطنية تخريجة أن أقدم استقالتي شكليا منها، وأبعث ملفي إلى الوزارة لتفحصه قبل إرساله إلى وزارة المالية. استفدت من وضع رهن الإشارة عاما واحدا، ولم أكن أحصل على راتبي سوى من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. إذا كنت بعد كل هذه السنوات، ارتكبت خطأ مهنيا، هل من المنطقي القفز على كل المراحل وإصدار عقوبة التوقيف قبل المرور بالمجلس التأديبي…» يتساءل رضا الليلي.
نور الدين زروري
فاطمة بارودي.. لا جواب
اتصلنا عدة مرات بمديرة الأخبارة بالأولى فاطمة بارودي، وبعثنا رسالة نصية قصيرة على هاتفها للرد على ما ادعاه محمد رضا الليلي بخصوص ثلاث نقط أولها أمرها لحارس الأمن بطرد المفوض القضائي وهو ينجز مهمته، وكان هذا سببا في تقديم شكاية ضدها وضد حارس الأمن بتهمة تحقير مقرر قضائي، والنقطة الثانية تهم إقحامها للرئيس المدير العام فيصل العرايشي في الخلاف بينها وبين رضا، وثالث نقطة تخص رسالة قال رضا الليلي إنها رفعتها في فترة سابقة إلى العرايشي مباشرة بعد نهاية مفاوضات مانهاست وطالبت فيها إما بإلحاق الليلي بقناة العيون الجهوية ، ورجحت اقتراح إرجاعه إلى المؤسسة القادم منها. بعدما لم نتمكن من الاتصال بها، طلبنا من رئيس مصلحة التواصل حسن أحجيج أن يحاول إبلاغها مضمون تساؤلاتنا مساء الخميس الماضي، لم يتمكن من ذلك نتيجة عدم وجودها داحل القناة، وعدم ردها على هاتفها أيضا.