---------------------------------------
على بعد أيام قليلة ومعدودة، يطرق عيد الأضحى المبارك الأبواب، ومع اقترابه تتوجه الأنظار بشكل كبير إلى عدد من شركات النقل الرابطة بين تافـراوت وعدد من المدن المغربية رغبة في قضاء أيام العيد في قراهم الأصلية وبمعية أفراد عائلاتهم.
على بعد أيام قليلة ومعدودة، يطرق عيد الأضحى المبارك الأبواب، ومع اقترابه تتوجه الأنظار بشكل كبير إلى عدد من شركات النقل الرابطة بين تافـراوت وعدد من المدن المغربية رغبة في قضاء أيام العيد في قراهم الأصلية وبمعية أفراد عائلاتهم.
"تيفاوت بريس" قررت زيارة عدد من الشركات التي تربط الدار البيضاء بتافـراوت واللواتي يعتبرن نموذجا لما يقع في عدد من الشركات الأخرى خلال الأعياد والعطل، سواء من حيث الإكتظاظ، أو رفع أسعار التذاكر، وعادت بالروبورتاج التالي.
الزمان فترة زوالية، أمام باب إحدى وكالات الأسفار بالدار البيضاء، مواطنون يحطون الرحال هناك، ويحملون أمتعتهم وحقائبهم مستعجلين نحو الحافلة التي ستقلهم إلى تافـراوت، وآخرون آثروا الجلوس أمام أمتعتهم في انتظار موعد انطلاقها، ورغم ذلك، تبقى الحركة عادية بهذه الوكالة، بقلب العاصمة الإقتصادية.
المشهد داخل محطة هذه الشركة يختلف عما يجري في أخريات، لأن هذه الأيام ليست كالأيام العادية، فالرواج يزداد حدة في هذه المناسبات، حيث يكثر الإقبال على هذه الشركات، لأن هناك مئات من "إبودرارن" لا يحلو لهم قضاء أيام العيد إلا مع عائلاتهم في "تامازيرت"، ويكونون مستعدين لأداء أي ثمن يطلبه أصحاب الحافلات من أجل هذا الغرض.
ويعتبر (عبد الله) الذي اعتاد قضاء العيد في تافــراوت أن الإقبال الكبير يكون خلال أيام عيد الأضحى، وقال إنه "خلال أيام عيد الأضحى يكثر الإقبال على هذه الشركات، لأن الكثير من المواطنين يرغبون في قضاء هذا العيد بمعية أسرهم، عكس أيام عيد الفطر، فهناك من يغض الطرف عن السفر في هذه المناسبة ويؤجل ذلك إلى عيد الأضحى". ويضيف "لا يمكن بأي حال المقارنة بين العيدين، حيث الإقبال على عدد من الشركات في عيد الأضحى يبدأ أسبوعين قبل الإحتفال بهذا العيد، لأن مجموعة من المواطنين يرغبون في قضاء هذا العيد مع عائلاتهم".
في كل سنة يعيش قطاع نقل المسافرين بكل أصنافه مشاكل في توفير وسائل النقل وفي التعريفة المتعلقة بنقل المسافرين أو في قطاع سيارات الأجرة الرابطة بين المدن.
الزيادة في أسعار تذاكر الحافـــلات يقول أحمد (اسم مستعار) لميكروفون "تيفاوت بريس"
إن الثمن أيام العيد يتضاعف بشكل كبير، فعوض 150 درهم للذهاب إلى تافراوت يصل ثمن الرحلة إلى 250 و 270 درهما "، ويمكن أن يصل الثمن إلى أقصى من ذلك، حسب الطلب على السفر، ففي بعض الأحيان لا يجد المسافرون الحافلات الكافية لنقلهم إلى وجهتهم، مما يضطرهم إلى الإرتماء في أحضان الطاكسيات الرابطات بين المدن التي بدورها يتضاعف ثمنها بشكل ملفت، أو الإلتجاء إلى «الخطافة»، وفي كل الأحوال يكون ثمن التذكرة مضاعفا بالمقارنة مع الأيام العادية.
ورغم التذمر الذي يشعر به العديد من المسافرين جراء الزيادة في ثمن الحافلات، فإن هذا الأمر أصبح متجاوزا بالنسبة إليهم، لأنهم اعتادوا على مثل هذه الممارسات. تذمر المسافرين من ارتفاع أسعار التذاكر، التي تضاعف بعضها، إذ يقول محمد، شاب يعتزم السفر إلى تافــراوت : " أنا كنت كانمشي ب 160 درهما، اليوم أصبحت مجبرا على دفع 250 درهما للتوجه إلى تامازيرت "، مضيفا بتذمر "صار علي دفع مبلغ إضافي يتراوح ما بين 100 و 120 درهما عن الثمن العادي في غياب لأي من وسائل المراقبة أو الزجر".
أغلبية المسافرين غاضبون ومستغربون من زيادة الأسعار، رغم أن بعضهم يحاول التخفيف من حنق زميل له أو أحد أقاربه بأن الأمر أصبح عاديا مع كل مناسبة خاصة، ذلك أن "أرباب حافلات النقل يتصيدون مثل هذه الفرص لفرض أثمنة خاصة بهم، ومن لا قدرة له على السفر عبر القطار إلى مراكش أو لا يملك سيارة، ما بيده إلا أن يخضع إلى قانونهم"، تقول سيدة وهي تضع حقيبة مكان المقعد الذي غادره للتو أحد أقاربها، مخاطبة رجلا أربعينيا بدا غاضبا وهو يعلن لعائلته أن التذكرة الواحدة إلى تيزنيت أصبحت ب 200 درهما.
وفيما أقر "دا ليازيد" أحد العاملين بنقل " ج.ت " بوجود ارتفاع في أسعار التذاكر مقارنة مع تلك المعمول بها خلال سائر الأيام، علل ذلك بأنه "في بعض الحالات يضطر صاحب الحافلة إلى زيادة 100 درهما في سعر التذكرة، " الكار كايمشي لتافــراوت عامر وكايجي خاوي، خاصنا نعوضو الخسارة، النقال خاصها تخلف ليه، ما يمكنش نخلفوها ليه بطريفة عادية وهو كايخدم غير فبحال هاد المناسبة"، الأمر الذي أكده صاحب إحدى الشركات في سؤال ل "تيفاوت بريس"، إذ صرح بوجود حالات استثنائية مثلا، يضطر صاحب الحافلة إلى إضافة 100 درهما لأنه يحتسبها من مصاريف الرجوع فارغا إلى الدار البيضاء، مؤكدا أن "على المواطنين أن يعلموا أن ثمن التذكرة في سائر الأيام، لرحلة تربط بين الدار البيضاء إلى تافــراوت تتراوح بين 150 و 160 درهما، لأن عدد المسافرين ينقص في الأيام العادية، وبالتالي تقل معه المنافسة بين أصحاب شركات النقل الذين يضطرون إلى تخفيض الثمن لتخفيض الخسارة، ويعودون بعدها إلى اعتماد التعرفة العادية.
فبالنسبة إلى هذه الشركات التي تحكر النقل في أدرار يجب العمل على تنظيمها بجميع مرافقها، وحماية المواطنين والعمل على محاربة التسيب، سواء بالنسبة لإحترام معايير تسعيرة التذاكر أو الظروف المناسبة لوسائل النقل.